languageFrançais

صابر الرباعي يُدشّن جولته من الحمامات.. ليلة جمعت بين الوفاء والإحساس

شهد مسرح مهرجان الحمّامات الدولي ليلة أمس إحدى أكثر سهرات دورته التاسعة والخمسين انتظارًا، مع عرض كامل العدد لأمير الطرب العربي صابر الرباعي، الذي افتتح جولته الصيفية من هذا الركح، في أجواء حملت توقيع الطرب والأصالة. 

وفي تصريح لـ موزاييك، علّق صابر الرباعي مبتسمًا: «شايخ وعامل جوّ بعرض ليلة أمس… والانطلاقة من مسرح الحمّامات كانت أفضل بداية لجولتي الصيفية.»

انطلاقة على وقع “برشا”

في تمام الساعة العاشرة وخمس دقائق، اعتلى صابر الرباعي الركح، ليُشعل الأجواء منذ اللحظات الأولى بأغنيته "برشا"، وسط تفاعل كبير من جمهور تونسي بدا متعطشًا لسهرة طال انتظارها.
ورافق صابر الرباعي الحاضرين في رحلة موسيقية متنوّعة، تنقل خلالها بين أبرز محطات مسيرته: من “دلولة” و“عز الحبايب”، مرورًا بـ “شايخ”و“ماذا لو”، وصولًا إلى كوكتيل تونسي حمل روائع صليحة والهادي الجويني وعلي الرياحي، قبل أن يختم بعمله الأشهر “سيدي منصور”، التي وصفها بأنها “أغنية العالم” لأنها غُنّيت بلغات عدّة وأصبحت جواز سفره الفني.

جمهور منتشٍ

عبّر الجمهور الحاضر عن وفائهم لفنان جمع بين الطرب الأصيل وروح التجديد، إذ بدا واضحًا منذ اللحظات الأولى أن الحاضرين لم يأتوا لمجرّد حضور حفل عابر، بل لاستعادة ذكريات ارتبطت بأغاني صابر الرباعي على مرّ السنين. فقد سافر بهم في رحلة موسيقية متكاملة، مزج فيها بين أغانيه الكلاسيكية التي شكلت جزءًا من ذاكرة المستمعين وأعماله الجديدة التي تحمل بصمة معاصرة تعكس بحثه المستمر عن التجديد. هذا التنوّع جعل السهرة مساحة التقت فيها الأجيال؛ جمهورٌ وجد في الأغاني القديمة حنينًا للماضي، وآخر اكتشف في أعماله الحديثة جرأة فنان لا يتوقف عن التطوير.

رسالة مباشرة

لم يُخفِ صابر الرباعي التحدي الذي يواجهه في إعداد برامجه الفنيّة، حيث يجد نفسه دائمًا بين خيار التجديد وإرضاء الجمهور الذي يتمسّك بسماع الأغاني التي أحبّها منه على مرّ السنوات. هذا التوازن الدقيق دفعه إلى دعوة جمهوره إلى المساهمة في صياغة ملامح حفلاته المقبلة، عبر اقتراح ما يرغبون في سماعه من أغانيه القديمة والجديدة وحتى الكوكتيلات التونسية التي اعتاد تقديمها. خطوة ضرورية لبناء رؤية موسيقية متجددة تحافظ في الوقت نفسه على هويته الفنية التي أحبّه الجمهور من أجلها.

“صيد الريم”… إحساس لا يموت

لحظة مؤثرة عاشها الجمهور حين أدّى صابر الرباعي أغنية “صيد الريم” بعد أكثر من 18 سنة على إصدارها، بصوت مفعم بالحنين. وقال عنها: «كلماتها وألحانها قوية إلى درجة أن تأثيرها لا يزول… هي أغنية ساحرة مازال وقعها حاضرًا إلى يومنا هذا.»

فنّ بسيط… وإحساس صادق

في حديثه عن أغنيته الأخيرة “صرخة”، توقّف الرباعي عند كلماتها التي تقول: «الكلمة ياما غيرت من الناس… مادام في إحساس»، مؤكدًا أن قوة الأغنية في البساطة والصدق.
وأشار إلى تجربة الفنان اللبناني فضل شاكر قائلاً: «عاد للساحة فقط بالكلمة والإحساس، من دون استعراض أو تكلف… نحن اليوم في حاجة لهذا النوع من الفن.»

كليب “ماذا لو” قريبًا

خلال الندوة الصحفية، اعتبر صابر الرباعي أن “شرف لكل فنان أن يبدأ جولته من الحمّامات”، معلنًا عن عمل جديد: كليب 100٪ تونسي لأغنية “ماذا لو”، من إخراج ياسين طبقة في أول تعاون بينهما. وأوضح أن العمل في مرحلة المونتاج وسينطلق على المنصات الرقمية خلال أيام، مع فريق تونسي بالكامل على مستوى الإخراج والكاستينغ.

 

ليندا بلحاج